كل ما تريد معرفته حول GPT‑5 الجديد 2025

هل تخيّلت يومًا أن يتحدث الذكاء الاصطناعي إليك بذكاء يشبه الإنسان، ويتذكّر تفاصيل محادثاتك السابقة، ويقدّم حلولًا وكأنه يعرفك؟ البوم، في 7 أغسطس 2025، أطلقت OpenAI رسميًا GPT‑5، النموذج الذي يمثّل نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث جمع بين السرعة، التخصيص، والقدرات المتعددة الوسائط. هذا المقال على Jamous Tech، يأخذك في جولة شاملة لاكتشاف كل ما تحتاج معرفته عن GPT‑5، ابتداءً من خصائصه التقنية وصولًا إلى استخداماته العملية، واسعار الاشتراك، وغيرها الكثير.

ما هو GPT‑5؟ ولماذا كل هذا الاهتمام؟

GPT‑5 هو الجيل الأحدث من نماذج اللغة التي طوّرتها شركة OpenAI، ويتميّز بقدرته على فهم السياق بشكل أعمق، التفكير المنطقي، وتقديم محتوى أكثر دقة ومرونة. ما يجعله مختلفًا هو أنه لا يعمل فقط كنموذج لغوي، بل كنظام كامل يجمع بين عدة نماذج فرعية مثل gpt‑5-mini، nano، وchat، ويتكيّف تلقائيًا مع نوع المهمة المطلوبة.

كما ذكرت Axios، فإن GPT‑5 يُعد بمثابة “الدماغ الرقمي” الأقرب إلى محاكاة التفكير البشري. أما سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، فقد شبّه تجربة العمل مع GPT‑5 بأنها جعلته يشعر بـ”اللاجدوى” من قدرات الإنسان مقارنة بقدرات الذكاء الاصطناعي.

GPT-5 هو الجيل الخامس من نماذج اللغة الكبيرة التي تطورها شركة OpenAI، وهو يمثل قفزة تقنية عن GPT-4 بتوحيد مهام “التفكير الآلي” و”الفهم المدعوم بالوسائط المتعددة” في نظام واحد.

يدعم معالجة النصوص والصور والفيديو والصوت دون الحاجة لإضافات خارجية.

ذاكرة سياقية ممتدة تصل إلى مليون رمز، تسمح بالحفاظ على سياق المحادثات الطويلة.

دمج للتعلّم المستمر بحيث يتكيف مع أسلوبك ويقدّم حلولاً مخصصة.

يتمتع GPT-5 بقدرة محسّنة على فهم ومعالجة اللغة الطبيعية، مما يجعله أكثر كفاءة في تفسير النوايا البشرية، حتى في الاستفسارات الغامضة أو المعقدة. هذا يؤدي إلى تفاعلات أكثر سلاسة وطبيعية مع المستخدمين.

بهدف واحد: جعل النموذج “مساعداً” حقيقياً يمكنه اقتراح الإجراءات وتنفيذها إذا سمحت له، مثل حجز تذاكر أو إعداد تقارير تلقائياً.

ماذا يقدّم GPT‑5 الجديد؟ قدرات لا مثيل لها

النماذج المتعددة في ظل منظومة واحدة

يأتي GPT‑5 ضمن نظام موحّد يحتوي على إصدارات فرعية:

1. GPT‑5 full: النموذج الأساسي للأداء العالي.
2. GPT‑5 mini: نسخة خفيفة للاستخدام السريع.
3. GPT‑5 nano: للمهام الفورية أو الأجهزة المحدودة الموارد.
4. GPT‑5 chat: مخصص للمحادثات التفاعلية الشخصية أو المهنية.

مثال: بإمكانك استخدام mini أثناء السفر، ثم الانتقال إلى full عندما تبدأ مهمة كتابة برمجية أو تحليل معقد.

نافذة سياق ضخمة + ذاكرة مستمرة + قدرات متعددة الوسائط

• يدعم GPT‑5 سياقات تصل إلى مليون رمز.
• يحتفظ بذاكرة مستمرة لتخصيص التفاعل.
• يدعم معالجة النصوص، الصور، الفيديو، والصوت.

مثال: يمكنك مناقشة مقال، وتحميل صورة ذات صلة، ثم طلب تحويله إلى مقطع فيديو، وكل ذلك في جلسة واحدة!

أداء خيالي في التطبيقات العملية

• تكامل GPT‑5 مع Gmail، Google Calendar، وبرامج الكتابة.
• أداء استثنائي في الترجمة، البرمجة، وتحليل البيانات.
• دعم المحادثات الطويلة والاستجابات المخصصة للقطاع الطبي، القانوني، والتعليم.

الأمان والسلامة تحت المجهر

مع القوة، تأتي المسؤولية. لهذا، تم تعزيز GPT‑5 بأنظمة أمان عالية لمنع:

• التلاعب في المعلومات.
• إنتاج محتوى ضار أو عنيف.
• استخدامات غير أخلاقية مثل التزييف أو الهندسة الاجتماعية.

سام ألتمان وصف GPT‑5 بأنه “أقرب ما يكون لمشروع مانهاتن للذكاء الاصطناعي” بسبب حساسية استخدامه.

نماذج GPT-5 المتنوعة

GPT-5 ليس نموذجًا واحدًا، بل هو نظام موحد يضم عدة نماذج متخصصة تعمل معًا، مع موجه (router) يحدد النموذج الأنسب بناءً على نوع المحادثة وتعقيدها. هذه النماذج تشمل:

1. gpt-5-main: النموذج الأساسي الذكي والسريع الذي يجيب على معظم الأسئلة.
2. gpt-5-main-mini: نسخة مصغرة من النموذج الأساسي للتعامل مع الاستفسارات المتبقية عند الوصول إلى حدود الاستخدام.
3. gpt-5-thinking: نموذج استدلال أعمق مصمم للمشكلات الأكثر صعوبة، حيث يمكنه “التفكير” قبل الإجابة من خلال سلسلة طويلة من الأفكار الداخلية.
4. gpt-5-thinking-mini: نسخة مصغرة من نموذج الاستدلال.
5. gpt-5-thinking-nano: نسخة أصغر وأسرع من نموذج الاستدلال، مصممة خصيصًا للمطورين.
6. gpt-5-thinking-pro: متاح في ChatGPT، ويستخدم إعدادًا يستفيد من الحوسبة المتوازية في وقت الاختبار.

آليات السلامة المتقدمة في GPT-5

تركز بطاقة النظام بشكل كبير على جهود OpenAI لضمان سلامة GPT-5 وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها:

• الإكمال الآمن (Safe-Completions): يمثل هذا نهجًا جديدًا للتدريب على السلامة يركز على أمان مخرجات المساعد بدلاً من التصنيف الثنائي لنية المستخدم. يهدف إلى زيادة الفائدة إلى أقصى حد مع الالتزام بقيود سياسة السلامة. هذا يعني أن النموذج سيحاول دائمًا تقديم إجابة مفيدة قدر الإمكان، ولكن ضمن حدود البقاء آمنًا، حتى في الاستفسارات التي قد تكون غامضة أو ذات استخدام مزدوج.
• تقليل التملق (Sycophancy): تم تدريب نماذج GPT-5 لتقليل السلوك المتملق الذي ظهر في النماذج السابقة. أظهرت التقييمات أن gpt-5-main كان أفضل بثلاث مرات تقريبًا في تجنب التملق من أحدث نموذج GPT-4o.
• مقاومة “الجيلبريك” (Jailbreaks): تم تقييم مدى قوة النماذج ضد “الجيلبريك”، وهي الأوامر العدائية التي تحاول تجاوز رفض النموذج للمحتوى الذي لا ينبغي أن ينتجه. أظهرت نماذج GPT-5 أداءً قويًا في مقاومة هذه المحاولات.
• التسلسل الهرمي للتعليمات (Instruction Hierarchy): لضمان اتباع النموذج للتعليمات بشكل صحيح، خاصةً عندما تكون هناك رسائل متضاربة من النظام أو المطور أو المستخدم، تم تعليم النماذج الالتزام بتسلسل هرمي للتعليمات. تتبع النماذج تعليمات رسائل النظام على رسائل المطور، وتعليمات رسائل المطور على رسائل المستخدم.

أسعار GPT-5 وتوفرها

تتوفر نماذج GPT-5 لمجموعة واسعة من المستخدمين، مع مستويات مختلفة من الوصول والأسعار لتلبية الاحتياجات المتنوعة. على الرغم من أن GPT-5 متاح لجميع مستخدمي ChatGPT، بما في ذلك الطبقة المجانية، إلا أن هناك اختلافات في حدود الاستخدام والميزات المتاحة بناءً على خطة الاشتراك:

• الخطة المجانية: سيتمكن جميع مستخدمي ChatGPT، حتى أولئك الذين يستخدمون الإصدار المجاني، من الوصول إلى GPT-5. ومع ذلك، ستكون هناك قيود على الاستخدام.
• مستخدمو ChatGPT Plus: يحصل المشتركون في خطة Plus، التي تبلغ تكلفتها 20 دولارًا شهريًا، على حدود استخدام أعلى بشكل ملحوظ.
• مستخدمو ChatGPT Pro: توفر خطة Pro، التي تبلغ تكلفتها 200 دولار شهريًا، وصولاً غير محدود إلى GPT-5، بالإضافة إلى الوصول إلى نموذج GPT-5 Pro الأكثر قوة.
• مستخدمو Enterprise/EDU/Team: سيكون GPT-5 هو النموذج الافتراضي لهؤلاء المستخدمين.

بالنسبة للمطورين الذين يستخدمون واجهة برمجة التطبيقات (API)، فإن التكلفة تعتمد على استخدام الرموز (tokens). على سبيل المثال، تبلغ تكلفة النموذج الأساسي لـ GPT-5 للمطورين 1.25 دولار لكل مليون رمز إدخال (ما يعادل حوالي 750,000 كلمة). كما أن هناك نماذج مثل gpt-5-mini التي قد تكون أقل تكلفة من النماذج المنافسة.

مقارنة بين GPT-5 والإصدارات السابقة والنماذج المنافسة

مستقبل الذكاء الاصطناعي بعد إطلاق GPT-5

إطلاق GPT-5 يمهّد لمرحلة جديدة من “الذكاء الوكيل” Agented AI، حيث يتحول دور المستخدم من محرر للأوامر إلى موجه للاستراتيجية. قريباً سنشهد:

• أدوات دمج كاملة في متصفحات الويب وأنظمة التشغيل.
• تعاون بين نماذج متعددة عبر منصات الشركات الكبرى.
• نمو سوق التطبيقات الصناعية القائمة على GPT-5 بنسبة 300% خلال العام التالي.

قد أحدث إطلاق GPT-5 تحولًا جذريًا في مشهد الذكاء الاصطناعي، مقدمًا نموذجًا يتجاوز بكثير سابقاته في الذكاء، والقدرة، والموثوقية. من قدراته المعرفية المعززة ومهاراته البرمجية المتقدمة إلى تجربة المستخدم الأكثر تخصيصًا وميزات الأمان المحسّنة، يمثل GPT-5 قفزة نوعية نحو مستقبل حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا لا غنى عنه في حياتنا اليومية والمهنية.

إن الوعد بـ “البرمجة عند الطلب”، والقدرة على تقليل الهلوسة، والتحسينات في فهم اللغة الطبيعية، كلها تشير إلى عصر جديد من الإنتاجية والابتكار. بينما لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه نحو الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، فإن GPT-5 يضع أساسًا قويًا لهذا الهدف الطموح، مما يثبت أن حدود ما يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي تتوسع باستمرار.

ومع استمرار تطور هذه التقنيات، من الضروري أن نتبنى نهجًا مسؤولًا، مع التركيز على الاستخدام الأخلاقي، ومعالجة المخاوف المتعلقة بالتحيز والأمان، وضمان أن تخدم هذه الأدوات القوية البشرية جمعاء. إن GPT-5 ليس مجرد نموذج لغوي آخر؛ إنه نافذة على مستقبل حيث تتشابك القدرات البشرية والذكاء الاصطناعي لخلق إمكانيات غير محدودة.